عودة الجدل حول مسؤولية ثاني أكسيد الكربون

عودة الجدل حول مسؤولية ثاني أكسيد الكربون

 


 

 اندلع الجدل حول ثاني أكسيد الكربون (CO2) عند  حكم المحكمة العليا الأميركية عام 2007، حيث  صنّفه ضمن ملوثات الهواء بموجب «قانون الهواء النظيف»، وفرض على وكالة حماية البيئة تقييم أثره في الصحة العامة.وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب لإلغاء هذا التصنيف، معتبرة أن ثاني أكسيد الكربون لا يشكّل خطراً مباشراً .وصرح وزير الطاقة الأميركي كريس رايت في تصريحات صحفية: «ثاني أكسيد الكربون يمتص الأشعة تحت الحمراء، لكنه ليس ملوثاً، ولا يسبب ضرراً مباشراً وحاداً للإنسان».

 

  ثاني أكسيد الكربونهو  غاز عديم الرائحة ويتنفسه البشر ويستفيد منه النبات عبر عملية التمثيل الضوئي، لكن حرق الوقود الأحفوري أخل بالتوازن الطبيعي بين مصادر الانبعاثات الطبيعية مثل البراكين والحرائق وبين «المصارف الطبيعية» مثل المحيطات والغابات.تشير بيانات وكالة حماية البيئة الأميركية إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ارتفع بأكثر من 50% منذ الحقبة ما قبل الصناعية، من 280 جزءاً في المليون إلى نحو 425 جزءاً في المليون اليوم، وفق تقرير وول ستريت جورنال.

وفي المقابل، ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بـ1.27 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر، ما أدّى إلى موجات حر وجفاف وفيضانات وحرائق أكثر شدة.أعدت وزارة الطاقة الأميركية تقريراً من 141 صفحة يشكك في دقة نماذج المناخ المستقبلية، ويرى أن ارتفاع CO2 قد يعزّز الإنتاج الزراعي بصفته «غذاء للنباتات».

لكن دراسات موازية حذّرت من فقدان بعض المحاصيل قيمتها الغذائية مع زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون، ما قد يستدعي استخدام المزيد من الأسمدة أو تطوير سلالات زراعية جديدة.ردت المنظمات البيئية، مثل «صندوق الدفاع البيئي» و«اتحاد العلماء المهتمين»، بدعاوى قضائية ضد الوزارة، متهمة إياها بانتهاك قواعد الشفافية الفدرالية.

يتفق العلماء على أن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي في زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون، لكن ما زال هناك عدم يقين بشأن سرعة وحجم التأثيرات المستقبلية بين تغير أنماط السُحب قد تؤدي إلى تبريد أو مزيد من الاحترار بحسب الكثافة والارتفاع.أو أن يطلق ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي غاز الميثان، ما يفاقم الاحترار.وقد تكون قدرة المحيطات على امتصاص CO2 والحرارة على وشك الوصول إلى حدودها.

ان إلغاء تصنيف ثاني أكسيد الكربون كملوِث يعني عملياً تخفيف القيود على الانبعاثات من محطات الطاقة والسيارات والصناعات الثقيلة، وهو ما قد يؤدي إلى نزاع قضائي طويل الأمد داخل الولايات المتحدة.

من جانبها، تراقب الأسواق الموقف بحذر، إذ يرتبط مستقبل الاستثمار في الطاقة التقليدية والمتجددة مباشرة بالسياسات البيئية الأميركية.بينما يرى التيار العلمي الغالب أن ثاني أكسيد الكربون هو المحرك الأساسي لظاهرة الاحتباس الحراري، تتمسك الإدارة السابقة ومؤيدوها بأن هذا الغاز عنصر طبيعي لا يستحق تصنيف «ملوِث».من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة معركة سياسية وعلمية طويلة ستحدد شكل سياسات المناخ والاقتصاد لعقود قادمة.

 

 

Image