دومينيك دوفيلبان خلال ندوة المعهد العربي لرؤساء المؤسسات : الانفتاح والابتكار مفاتيح تونس للتمركز اقليميا

"تمتلك تونس العديد من المقومات لتصبح لاعباً رئيسياً في العلاقات بين أوروبا والمغرب العربي وأفريقيا. الأمر يتعلق بالاستفادة من  التجاذبات في النظام العالمي الجديد و في مقدمتها استراتيجية المركز والمنصة التجارية الاقليمية . تونس، بتاريخها الفينيقي العريق واقتصادها المتجذر في حوض البحر الأبيض المتوسط، على دراية تامة بهذه الاستراتيجية القائمة على الوساطة والمرونة والجاذبية"، هذا ما صرح به دومينيك دو فيلبان الوزير الأول الفرنسي الأسبق خلال حضوره أشغال  أيام المؤسسة  التي نظمها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في دورتها التاسعة والثلاثين . حيث عرض في مداخلته  الاستراتيجيات الرئيسية التي من شأنها أن  تمكّن تونس من الاستفادة من الاقتصاد العالمي الجديد وفق منظوره.

تونس والانفتاح الاقتصادي

وتحدث عن النظام الاقتصادي الجديد و امكانيات الفوز بالتموقع  فيه قائلا " تتمثل الغاية الأساسية لتونس في أن تصبح مركزًا للتجارة والثقافة والتمويل من خلال تعزيز الانفتاح الاقتصادي الدولي. كما تضطلع تونس بدورٍ هام كدولة رائدة في مجال الخدمات المالية المبتكرة.وانفتاح القطاع المصرفي الذي عززه البنك المركزي التونسي  وجاذبيته للجهات الفاعلة الإقليمية من شأنه أن يدفع  تونس كمركز مالي إلى مستوى جديد".

وأضاف  الوزير الأول الفرنسي  الأسبق "ثمّة تحدٍّ آخر يتمثل في تعزيز العلاقات، وهو ما يتطلب، أن تصبح تونس جسراً أكثر فاعلية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط ​​مما هي عليه الآن، يمكننا أن نأمل أن يكون زمن الأزمات قد انتهى. فمنذ أزمة الرهن العقاري عام 2008 وحتى جائحة كوفيد-19 عام 2020، عانى النمو التونسي، حيث خسر في المتوسط ​​ثلاث نقاط مئوية سنوياً مقارنة بما كان عليه في بداية القرن"مشيرا  أن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي من شأنه أن يسمح ببدء حلقة حميدة لجذب الشركات، ولا سيما الأوروبية منها، وزيادة التصنيع في البلاد، وتحفيز انتعاش الإنتاجية والاستثمار.

رهان الابتكار

وتحدث دوفيلبان عن نقاط قوة اضافية مثلت ولا زالت أهم حوافز للوجهة التونسية وتساعد في المستقبل على كسب  رهان  الابتكار  الذي يستفيد  من إحدى نقاط القوة الرئيسية في تونس وهي جودة التعليم العالي ومستوى تعليم وتدريب شبابها.ويتعلق الأمر أيضًا باغتنام جميع الفرص التي تتيحها التقنيات الحديثة لبناء الثقة في المعاملات الدولية، لا سيما في إطار تقنية  البلوك تشين."كما يرى دومينيك دو فيلبان أن التحدي الأكبر يكمن في توسيع نطاق رأس المال وتدويله. وهنا تبرز أهمية الاتحاد الأوروبي للادخار والاستثمار بالنسبة لتونس كما هي بالنسبة لفرنسا.

انتصار عنتر