البوب والإنشاد الصوفي في سهرة مشتركة على ركح الحمامات

البوب والإنشاد الصوفي في سهرة مشتركة على ركح الحمامات

 

 

احتضن مسرح الحمامات  سهرة مشتركة بين  الفنانة التونسية الشابة "سوداني"، والثنائي الموسيقي "جذب".  ضمن فعاليات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، فكانت مساحة زمنية كافية لتحلّق بالجمهور بين ضفاف البوب المعاصر وجذور الإنشاد الصوفي بتوزيع جديد مبتكر وغير مألوف.


وقد افتتحت الفنانة الصاعدة سوداني السهرة بحضور آسر وصوت دافئ تؤكد به أنها مشروع فني ناضج يخط طريقه بثبات في عالم الموسيقى المعاصرة. وقدّمت سوداني عرضا مزجت فيه بين البوب والديسكو والفانك بإيقاعات تونسية محلية مدفوعة بطاقة أنثوية.
وبعد عرضها المتوهج بإيقاعات البوب، خيّم هدوء على الركح لتنطلق رحلة موسيقية من نوع مختلف تماما. وقدم الثنائي "جذب" المتكوّن من مريم حمروني ومحمد برصاوي عرضه "وليا" وهو مصطلح دارج في اللهجة التونسية وتعني "الأولياء الصالحين"، فكان العرض تجربة حسية وروحية جعلت من الصوت أداة تطهير وتحرر للذات.

وبصوتها الشجي، اخترقت مريم عواطف الجمهور في طقس موسيقي استلهم من الإنشاد الصوفي والمدائح المغاربية فأدت "نادو لباباكم يا فقرا" و"يا شاذلي يا بلحسن" و"نمدح الأقطاب" وغيرها من المدائح والأذكار وختمتها بترنيمة بعنوان "نكبة" استحضرت في عمقها الوجع الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الصهيوني أمام صمت العالم. فيما اشتغل برصاوي على خلفيات إلكترونية دقيقة ومدروسة يمتزج فيها الماضي بالحاضر والنغمة بالتأمل. وبدا هذا العرض أقرب إلى جلسة روحية جماعية.

وتقوم فلسفة "وليا" بحسب الثنائي جذب على إعادة تخيّل التراث لا تكراره. وأكدا على مشروعيتهما في إعادة توزيع الألحان التراثية، معتبرين أن "من حق أي فنان أن يعيد إخراج تراثه بالطريقة التي يراها، وإلا لن تكون هناك استمرارية أو فعل فني خلاّق".

Image